بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
في هذه الصفحة المتواضعة سأضع بعض المقالات التي أعجبتني عن لغتي العربية الحبيبة (لغة الضـاد) التي أحبها حباً جماً ، وأتقرَّب بحبها إلى الله عز وجل. ع
إن الذي ملأ اللغات محاسناً .. جعل الجمال و سره في الضاد.. أحمد شوقي
لاشك بأن اللغة العربية هي اللغة الأكثر سحراً و تفرداً بين سائر لغات العالم، فلعذوبة و تنوع مفرداتها و سحر تراكيبها ميزة خاصة لم تتصف بها أي لغة أخرى من قبل، لهذا اختصها الله لتكون لغة القرآن الكريم، و نظم لها الشعراء أبياتاً في المديح و الرثاء نذكر منها ما قاله شاعر النيل حافظ إبراهيم
أنا البحر في أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني .. ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني .. أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
إن كنت من محبي لغة الضاد إليك بعض طرائف و عجائب هذه اللغة الساحرة
أبيــات لا مثيــل لهــا للشاعر إدريس جماع
الوم صديقي وهذا محال
صديقي أحبه كلام يقال
وهذا كلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال
الغريب أنك تستطيع قراءته أفقيا ورأسياً ! ع
أما هذا البيت فيقرأ من الجهتين، دون اعتبار لتشكيل الحروف#
يقول القاضي الأرجاني: مودته تدوم لكل هول ..و هل كل مودته تدوم
بيت لا تتحرك بقراءته الشفتان: قطعنا على قطع القطا قطع ليلة سراعا على الخيل العتاق اللاحقي#
أبيات في المدح والثناء ولكن إذا قرأتها بالمقلوب كلمة كلمة، فإن النتيجة ستكون أبيات هجائية موزونة ومقفاه، ومحكمة أيضاً#
حلموا فما ساءت لهم شيم .. سمحوا فما شحت لهم منن
سلموا فلا زلت لهم قدم .. رشدوا فلا ضلت لهم سنن
سوف تكون الأبيات بعد قلبها كالتالي..
منن لهم شحت فما سمحوا .. شيم لهم ساءت فما حلموا
سنن لهم ضلت فلا رشدوا .. قدم لهم زلت فلا سلموا
من أغرب الأبيات التي نظمها المتنبي#
أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدَائِهِ .. إِنْ آنَ آنٌ آنَ آنُ أَوَانِهِ
و تفسيره :
(أَلَمٌ ) ( أَلَمَّ ) ( أَلَمْ ) ( أُلِمْ ) ( بِدَائِه ) بمعنى : (وجعُ) (أحاط بي) (لم) (أعلم) (بمرضه)
( إنْ ) ( آَنَّ ) ( آنٌ ) ( آنَ ) ( آنُ ) (شِفَائِه) بمعنى : (اذا) (توجع) (صاحب الألم) (حان) (وقت) (شفائه)
–
عُرف عن الشاعر بأنه مرهف الحس سريع فى نظم الشعر بارع فى صياغته، وكان كثير التأمل فى الجمال، خاض شاعرنا تجربة الحب مرة واحدة في حياته كان عاشقاً لا شك في ذلك بل كان متيماً، وكانت تجربة قاسية مرة، دخل رياض الحب و صدح وغنى ولكنه عجز عن الوصول الى هدفه وغايته فمحبوبته صارت إلى غيره وخيم عليه الحزن واليأس إلى درك صعب الاحتمال وهذا واضح جداً في شعره بل في سلوكه فقد تغير حاله وتبدل.
قصائد “جماع” في الحب كثيرة جداً..لا يمكن حصرها، ولوجرينا وراءها لما وسعنا الزمن..فقد وهب هذا الرجل حياته كله للحب الذي جرى وراءه ولكنه قبض السراب، فقد ضاع منه كل شيء .. ذلك لأنه أودع حبه كل ما يملك..فأخذ منه كل ما يملك..
جزء بديع من قصيدة أنت السماء
:التي يقال أنه نظمها في المطار إذ رأى امرأة جميلة برفقة زوجها ؛ فأطال النظر إليها والزوج يحاول أن يمنعه فأنشد يقول
أعلى الجمال تغار منّا .. ماذا عليك إذا نـــظرنا
هي نظرة تنسي الوقار .. وتسعد الروح المعنّى
دنياي أنت وفرحتي .. ومنى الفؤاد إذا تمنّى
أنت السماء بدت لنا .. واستعصمت بالبعد عنّا
هلا رحمت متيماً .. عصفت به الأشواق وهنّا
وهفت به الذكري .. وطاف مع الدُجى مغناً فمغنا
هزته منك محاسن .. غنّى بها لما تغنّى
آنست فيك قداسة .. ولمست فيك اشراقاً وفنّا
ونظرت في عينيك .. آفاقاً وأسراراً ومعنى
وسمعت سحرياً يذوب .. صداه في الأسماع لحنا
نلت السعادة في الهوي .. ورشفتها دنّاً فدنّا
يقال سمع هذه الأبيات الاديب المصري المعروف عباس محمود العقاد فسأل عن من قال هذا الكلام؟
فقالوا له شاعر إسمه إدريس جماع فسأل إين هو الأن ؟
فأجابوه في “التيجاني الماحي” مستشفي المجانين
فقال: هذا مكانه لأن هذا الكلام لايستطيعه ذوو الفكر
و يقال أن شاعرنا أُﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ البريطانية ﻭ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ المستشفى ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎَّﻉ ﻭ ﺃﻧﺸﺪ
وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمدِ ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه .. ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـُﺮﺟﻢ البيت ﻟلممرضة ﺑﻜﺖ
!! ﺻُﻨﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺑﻠﻎ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
و هذه قصيدة أخرى رائعه بعنوان : وحشة الليل
ماله ايقظ الشجون فقاســــت … وحشة الليل واستثار الخيالا
ماله فى مواكب الليل يمشى … ويناجى اشباحه والظـــــلالا
هين تســتخفه بسمة الطفل … قــــوي يصـــــارع الاجــــــيالا
حاسر الرأس عند كل جـمال … مستشف من كل شئ جمالا
ماجن حطم القيود وصـــوفى … قضى العمر نشــــــوة وابتهالا
خلقت طينة الأسى وغشتها … نار وجد فاصبحت صـــلصـــالا
ثم صاح القضاء كونى فكــانت … طينة البؤس شاعراً مثــــــالا
يتغنى مع الريــــــــاح اذاغنت … فيشجى خمـــيله والتـــــلالا
صاغ من كل ربوة منبراً يسكب … فى سمعه الشجون الطـوالا
هو طفل شاد الرمال قصــــورا … هى آمـــاله ودك الـرمــــــالا
كالعود ينفح العطـــــــر للناس … ويفنـــــى تحــرقاً واشــــتعالا
: الشاعر إدريس جمَّاع هو صاحب الأبيات الشهيرة التي يقول فيها
إن حظي كدٓقيقٍ فوقٓ شوكٍ نثروه … ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه
عَظِم الأمرُ عليهم ثم قالوا اتركوه … أن من أشقاهُ ربي كيف أنتم تُسعدوه
: و هو القائل
فتح الموت للحياة ذراعيه … يضم الأنام حياً فحيا
مغمض الجفن ليس يدري إذا لاقى … أشيخاً يضمه أم صبيا
لدى شاعرنا ديوان شعر وحيد وهو مجموعته الشعرية التى أعيدت طباعته بعد وفاته واسمه (لحظات باقية)
رحم الله إدريس جمّاع
: قال ابو العتاهية بعد تجربتـه للحبّ
لا بارَكَ اللَهُ فيمَن كانَ يُخبِرني ** أَنَّ المُحِبّينَ في لَهوٍ وَلَذّاتِ
لَمَوتَةٌ تَأخُذُ الإِنسانَ واحِدَةٌ ** خَيرٌ لَهُ مِن لِقاءِ المَوتِ مَرّاتِ
: و في أبيات أخرى
إِنّي لَأَعجَبُ مِن حُبٍّ يُقَرِّبُني ** مِمَّن يُباعِدُني مِنهُ وَيُقصيني
لَو كانَ يُنصِفَني مِمّا كَلِفتُ بِهِ ** إِذاً رَضيتُ وَكانَ النِصفُ يُرضيني